في 31 يوليو الماضي، حيث هدد الملا خامنئي بالويل والثبور والانتقام القاسي واخذ الثأر، وطفق قادة النظام ومسٶولوه يرددون کالببغاوات تهديداته العنترية ويسعون لجعل المنطقة والعالم يعيشون حالة وأجواء من الخوف والرعب، فقد أطل على العالم مرة أخرى في يوم الاربعاء 14 أغسطس، ليس ليخفف من وطأة تهديدات العنترية الفارغة فحسب وإنما ليراه العالم ونظامه على حقيقته حيث السعي من أجل التغطية على على ما قد هدد به من جانب ولکي يسعى من خلال سلسلة من الکلمات المنمقة رفع معنويات قواته المنهارة.
لعلنا نجد إن أفضل وصف لما جاء فيما صرح به الملا خامنئي الاربعاء الماضي، هو اللعب بالکلمات وإخفاء حالة الخوف والقلق للنظام من الورطة غير العادية التي وقع بها، ذلك إن خامنئي ومن خلال كلمات عامة وغامضة باطلاق وعد لقواته بقوله: إذا رأيتم أننا لم نفعل أي شيء ، هذا تراجع تكتيكي!
الملا خامنئي أثبت مرة أخرى حقيقة أن هذا النظام وأمام أحداث وتطورات تفوق حجمه وحجم ومستوى قدراته وقوته، فإنه يلجأ الى الکذب والخداع والمراوغة وحتى إضفاء الضبابية على تصريحاته ومواقفه في سبيل إخفاء الوجه الناصع للحقيقة ومن کونه ليس في مستوى تحد ومواجهة قد يدفع ثمنها بسقوطه.
هذا الذي يسميه الملا خامنئي بالتراجع التکتيکي، هو في الحقيقة ليس إلا هروبا وخوفا من المواجهة بل وحتى إن خوفه الاکبر من جبهة الشعب والمقاومة الايرانية التي تنتظر الفرصة والوقت المناسب لکي توجه ضربتها القاضية لهذا النظام الدجال وترمي به الى مزبلة التأريخ.
نظام الملالي الذي هو بمثابة وحش وغول على الضعفاء ولکنه جبان وذليل وحتى يرتعد خوفا أمام الاقوياء، فهو بذلك يکشف حقيقة إنه ليس کما صور نفسه أمام العالم وليس أبدا بذلك المستوى من الحجم والقوة والاهم من ذلك إنه کان دائما يقوم بإستخدام العامل الخارجي من أجل السيطرة على الاوضاع الداخلية والتخفيف من وطأة الغضط المسلط عليه من جانب الشعب والمقاومة الايرانية، لکنه الان يجد نفسه أمام موقف يمکن وصفه بالمأزق العويص، ومن المفيد هنا التذکير بکل ذلك التطبيل والتزمير على الثأر لمقتل الارهابي قاسم سليماني ومن بعد الارهابي زاهدي، حيث کان الثأر تعبيرا حيا للمثل القائل: تمخض الجبل فولد فأرا!
التراجع التکتيکي للملا خامنئي، يأتي في وقت يجد النظام نفسه أمام تحرکات إحتجاجية شعبية واسعة النطاق وتزايد غير عادي لنشاطات وعمليات وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة والتي تمثل في الحقيقة إصرار الشعب والمقاومة الايرانية على الاستمرار في المواجهة حتى إسقاط النظام.